هذه المدونة

مدونة تعنى بالتنمية البشرية و المهنية و تبادل الخبرات



جميع الأفكار و الخواطر التي اسجلها هنا تمثلني و لا علاقة لها بأي مدرسة قمت بالعمل بها و لا أي جهة أخرى .



سيتم التعامل مع كافة التعليقات على رسائل المدونة لأغراض تربوية .. و قد أدرجها في ملفاتي الخاصة .



حياتنا أنفاس و لحظات .. لما أو علينا .. فلنستثمرها

أخبار

الجمعة، أكتوبر 07، 2011

طعم الفشل ..

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد السلام و التحية .. و بينما طالباتي يأخذن أماكنهن و يتبادلن نظرات الشوق لي .. يتطلعن للجديد و المفيد ، أتفاجأ بـ ( ملاك ) تتقدم نحوي محاولة إخفاء وجهها عني .. تستأذن للذهاب للحمام  .. ابنتي الغالية .. الملاك .. صاحبة الهمة العالية .. المعطاءة .. المتميزة .. تبكي !!!!!

لا أستطيع أن أمنع نفسي من احتضانها و أسألها : مابك ... تسقط دمعة حارة على وجنتيها الحزينتين ...( لا شيء ) أحضنها مرة أخرى و عيني للطالبات .. ما بها ملاكي ؟؟

فيجبن : خسرت في المجلس البرلماني الطلابي .. لم تحصل على مقعد !

إذن هو طعم الفشل ... الاحساس بمرارة الهزيمة  .. أو ربما هي المقولة التي تقول ( الخيبة على قدر الأمل !! )

أقبل رأسها و أنا أردد في داخلي " مازال الوقت مبكرا يا ملاك " 

 ... أقص عليها و على مسامع طالباتي قصة مهارات قيادية في بداية حياتها العملية :

حين كنت أرغب بشدة في الانضمام لجماعة ما ... لم أنجح .. و تم اسبعادي لضعف قدراتي ... بكيت .. انهرت .. و لم استسلم ...

أعدت الكرة و أنا كلي أمل أن يتغير الحال للأفضل وأفوز بالمكان الذي أعشقه ... ثم و بقدرة الله .....

( أفشل للمرة الثانية ) !!!

و بكيت و انهرت أكثر من المرة الأولى .. و لكن هل كنت أعلم بقدري ... ألا نؤمن بقوله تعالى
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.



و الآن معلمتكن ( مهارات قيادية ) أمامكن ... و حصلت على فرص لن أحصل عليها في ما كنت أتمناه ...

هو الفشل الذي يصنع النجاح ...

تنتهي القصة .. و أقبل رأس ملاكي الصغير .. و أرسلها لتغسل حزنها و آثاره عن وجنتيها الجميلتين

طالباتنا أمانة .. فلنستثمر أوقاتهن المرحة و الحزينة لنغرس قيمة سيحتجنها في حياتهن  ... فالمعلم تأثيره أكبر من الوالدين أحيانا ..
كم حمدت الله على تهيئة الفرصة لي لأكتب في تاريخهن : "  أن مرارة الفشل تزيد من حلاوة النجاح " و أن  " الله تعالى وحده هو مصرف الأقدار لما فيه مصلحتنا " ... إلى العلا يا ( ملاك ) فأنت بشخصيتك الجميلة و مبادرتك للخير و نظراتك الجريئة تحجزين لنفسك مكانة بين النجوم ... و إن غدا لناظره قريب ... بإذن الله



إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المتابعون